الشروال لباس تراث للفلاحين والفرسان بسورية ...
تزخر مختلف المناطق السورية بالأزياء التراثية التي تعد من أهم الدلالات الاجتماعية والاقتصادية المعبرة عن شكل من أشكال الهوية الثقافية والحضارية. ويشكل الشروال الذي ظهر عند الخيالة الأتراك والقبارصة لينتقل لبلاد الشام نموذجا فريدا للباس الشعب السوري الذي يقتصر حاليا على بعض المناطق الريفية ويسود في الطقوس الشعبية والأعراس.
ويقول تيسير عماد من مدينة جرمانا إن الأزياء الشعبية لم تكن موحدة قديما إلا أن هناك قواسم مشتركة بين كل بلد في التفاصيل على الأقل موضحا أن الشروال تراث ورثه الآباء والأجداد لأبنائهم الذين يقع على عاتقهم اليوم الحفاظ عليه.
وينتشر لبس الشروال بين أبناء الأرياف والمناطق الجبلية بكثرة اذ يعتبرونه لباسا مريحا لا يعيق حركة الفرد وبامكان الانسان ارتداؤه وإنجاز الأعمال الزراعية والفلاحة وجني المحصول دون أي عائق ولاسيما انه يتسم بكونه فضفاضا نسبيا ويتحمل ظروف العمل الصعبة.
ويعد مازن سمعان صاحب أحد محلات بيع الازياء الشعبية في سوق الحرير بدمشق الشروال زيا أنيقا وراقيا يلبسه الصغير والكبير ويحتاج إلى مهارة في الصناعة ويناسب جميع المناسبات الاجتماعية من أفراح او أتراح.
وعن خياطة وحياكة الشروال يقول محمد خير شكير صاحب ورشة صناعة الشراويل في سوق الحرير بدمشق الذي يحتوي على ثلاث ورش فقط إنه يستغرق في حياكة الشروال الواحد الذي يحتاج الى ما يقارب الثلاثة أمتار من القماش نحو عشرة أيام موضحا ان الورشة تنتج أكثر من ثلاثين شروالا في الشهر الواحد.
وأضاف شكير الذي ورث مهنة حياكة الشراويل عن العائلة التي عملت في هذا الكار منذ أكثر من مئة عام تقريبا ان سعر الشروال يتراوح بين ألفين وخمسمئة ليرة الى عشرة آلاف ليرة وذلك حسب ما يستغرق من وقت لحياكته وحسب نوع النقش والتطريز عليه.
ويرى شكير أن الدراما السورية وخاصة الاعمال التي تتناول فترات معينة من تاريخ سورية ساهمت في تنشيط تجارة الشراويل وازدهارها مؤخرا وعودتها الى الساحة التجارية بعد ان كادت تنقرض وتزول.
من جهته يقول منهل الجباعي أحد سكان مدينة جرمانا أن الشروال هو لباس يستر النصف الاسفل من الجسم ويشد حول الخصر بدكة ويختلف من محافظة الى اخرى وكلما ازداد ثراء صاحبه اتسع تصميمه واحتوى على المزيد من القماش ليشكل ثنيات عند منطقة الخصر مضيفا أن عمر الشروال الجيد المصنوع من الصوف يكون أحيانا أطول من عمر صانعه حيث كان يقبل عليه الفلاح بنفس حماس الفرسان والخيالة.
ويعود أصل كلمة شروال إلى اللغة الفارسية حيث كان يطلق عليه شلوار ويقول الباحث في الأزياء التراثية علاء الدين حمدون أن أصل لفظ سروال مستمد من اللغة الآرامية وهو عبارة عن لباس شرقي أصيل عرف منذ القديم وانتقل الى العرب بواسطة الفرس الذين عرف عندهم باسم الشلوار وعرب فيما بعد وأصبح يعرف باسم شروال أو سروال .
وأضاف حمدون ان المغاربة المقيمين في أوروبا يطلقون على الشروال اسم /لو سروال/وانه يعرف في بعض البلدان الأوروبية ببنطلون الحريم للدلالة على تاريخه المتجذر في ثقافة الحريم وقصور السلاطين مشيرا الى ان موضة لبس الشروال ظهرت عند الخيالة الأتراك والقبارصة ثم انتقلت الى بلاد الشام.
وأوضح حمدون أن نساء البدو لا يزلن يلبسن الشراويل حتى في هذه الفترة ويستخدمن شراويل منسوجة من القطن وأحيانا من الحرير اللامع.
ويتميز تصميم الشروال في سورية بضيق الساق بدءا من منطقة الركبة الى أسفل القدم وأحيانا أخرى يمتد فيه الاتساع الى الكاحل وتعقد فيه حلقة تسمى دكة وكان سكان غوطة دمشق يلبسون نفس النوع من الشراويل حيث يصمم الشروال بحيث يكون عريضا ونازلا للأسفل ويطرز عليه شكل شوارب أو شنب في حين يطرز على الشروال في منطقة الزبداني أشكال دائرية كما يختلف الشروال الذي يلبسه ابن غوطة دمشق عن الذي يلبسه ابن منطقة حوران حيث يكون الشروال الحوراني ضيقا وطويلا للأعلى.
ويبقى الشروال اليوم ضيف شرف في المهرجانات التراثية حيث يخفق بقوة ويتمايل بثقة على وقع أقدام راقصي الدبكة وفرق العراضة الشامية والحلبية التي تتمسك به كتصميم يحدد هويتها كما وصل بمجده الى صناع الدراما السورية فبات بطلا أساسيا في المسلسلات الشامية وحفلات الزفاف. كما أن الشروال يمشي اليوم متباهيا بتاريخه في أسواق الأزياء النسائية العالمية ولاسيما ان الموضة تغوص في ذاكرة الشعوب وتنبش في تراثها وتغرف من نبعها من أجل ان تعيد صياغتها لتثري الحاضر وتعرف الأجيال الصاعدة بأسلوب الأجداد ونمط حياتهم.
وترى سونيا سعد مدرسة تبلغ من العمر نحو 35 عاما ان اهتمام المرأة بالموضة وتقليعاتها إضافة الى جرأتها من أجل لفت الأنظار سبب رئيسي في ارتداء الشروال الذي هو أحد التصاميم الذكورية الأصل بعد ان نبذ موضته معظم الرجال.
ويقول تيسير عماد من مدينة جرمانا إن الأزياء الشعبية لم تكن موحدة قديما إلا أن هناك قواسم مشتركة بين كل بلد في التفاصيل على الأقل موضحا أن الشروال تراث ورثه الآباء والأجداد لأبنائهم الذين يقع على عاتقهم اليوم الحفاظ عليه.
وينتشر لبس الشروال بين أبناء الأرياف والمناطق الجبلية بكثرة اذ يعتبرونه لباسا مريحا لا يعيق حركة الفرد وبامكان الانسان ارتداؤه وإنجاز الأعمال الزراعية والفلاحة وجني المحصول دون أي عائق ولاسيما انه يتسم بكونه فضفاضا نسبيا ويتحمل ظروف العمل الصعبة.
ويعد مازن سمعان صاحب أحد محلات بيع الازياء الشعبية في سوق الحرير بدمشق الشروال زيا أنيقا وراقيا يلبسه الصغير والكبير ويحتاج إلى مهارة في الصناعة ويناسب جميع المناسبات الاجتماعية من أفراح او أتراح.
وعن خياطة وحياكة الشروال يقول محمد خير شكير صاحب ورشة صناعة الشراويل في سوق الحرير بدمشق الذي يحتوي على ثلاث ورش فقط إنه يستغرق في حياكة الشروال الواحد الذي يحتاج الى ما يقارب الثلاثة أمتار من القماش نحو عشرة أيام موضحا ان الورشة تنتج أكثر من ثلاثين شروالا في الشهر الواحد.
وأضاف شكير الذي ورث مهنة حياكة الشراويل عن العائلة التي عملت في هذا الكار منذ أكثر من مئة عام تقريبا ان سعر الشروال يتراوح بين ألفين وخمسمئة ليرة الى عشرة آلاف ليرة وذلك حسب ما يستغرق من وقت لحياكته وحسب نوع النقش والتطريز عليه.
ويرى شكير أن الدراما السورية وخاصة الاعمال التي تتناول فترات معينة من تاريخ سورية ساهمت في تنشيط تجارة الشراويل وازدهارها مؤخرا وعودتها الى الساحة التجارية بعد ان كادت تنقرض وتزول.
من جهته يقول منهل الجباعي أحد سكان مدينة جرمانا أن الشروال هو لباس يستر النصف الاسفل من الجسم ويشد حول الخصر بدكة ويختلف من محافظة الى اخرى وكلما ازداد ثراء صاحبه اتسع تصميمه واحتوى على المزيد من القماش ليشكل ثنيات عند منطقة الخصر مضيفا أن عمر الشروال الجيد المصنوع من الصوف يكون أحيانا أطول من عمر صانعه حيث كان يقبل عليه الفلاح بنفس حماس الفرسان والخيالة.
ويعود أصل كلمة شروال إلى اللغة الفارسية حيث كان يطلق عليه شلوار ويقول الباحث في الأزياء التراثية علاء الدين حمدون أن أصل لفظ سروال مستمد من اللغة الآرامية وهو عبارة عن لباس شرقي أصيل عرف منذ القديم وانتقل الى العرب بواسطة الفرس الذين عرف عندهم باسم الشلوار وعرب فيما بعد وأصبح يعرف باسم شروال أو سروال .
وأضاف حمدون ان المغاربة المقيمين في أوروبا يطلقون على الشروال اسم /لو سروال/وانه يعرف في بعض البلدان الأوروبية ببنطلون الحريم للدلالة على تاريخه المتجذر في ثقافة الحريم وقصور السلاطين مشيرا الى ان موضة لبس الشروال ظهرت عند الخيالة الأتراك والقبارصة ثم انتقلت الى بلاد الشام.
وأوضح حمدون أن نساء البدو لا يزلن يلبسن الشراويل حتى في هذه الفترة ويستخدمن شراويل منسوجة من القطن وأحيانا من الحرير اللامع.
ويتميز تصميم الشروال في سورية بضيق الساق بدءا من منطقة الركبة الى أسفل القدم وأحيانا أخرى يمتد فيه الاتساع الى الكاحل وتعقد فيه حلقة تسمى دكة وكان سكان غوطة دمشق يلبسون نفس النوع من الشراويل حيث يصمم الشروال بحيث يكون عريضا ونازلا للأسفل ويطرز عليه شكل شوارب أو شنب في حين يطرز على الشروال في منطقة الزبداني أشكال دائرية كما يختلف الشروال الذي يلبسه ابن غوطة دمشق عن الذي يلبسه ابن منطقة حوران حيث يكون الشروال الحوراني ضيقا وطويلا للأعلى.
ويبقى الشروال اليوم ضيف شرف في المهرجانات التراثية حيث يخفق بقوة ويتمايل بثقة على وقع أقدام راقصي الدبكة وفرق العراضة الشامية والحلبية التي تتمسك به كتصميم يحدد هويتها كما وصل بمجده الى صناع الدراما السورية فبات بطلا أساسيا في المسلسلات الشامية وحفلات الزفاف. كما أن الشروال يمشي اليوم متباهيا بتاريخه في أسواق الأزياء النسائية العالمية ولاسيما ان الموضة تغوص في ذاكرة الشعوب وتنبش في تراثها وتغرف من نبعها من أجل ان تعيد صياغتها لتثري الحاضر وتعرف الأجيال الصاعدة بأسلوب الأجداد ونمط حياتهم.
وترى سونيا سعد مدرسة تبلغ من العمر نحو 35 عاما ان اهتمام المرأة بالموضة وتقليعاتها إضافة الى جرأتها من أجل لفت الأنظار سبب رئيسي في ارتداء الشروال الذي هو أحد التصاميم الذكورية الأصل بعد ان نبذ موضته معظم الرجال.