منتديات ال قطليش

اهلا بكم في منتديات أل قطليش شارك معنا










انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات ال قطليش

اهلا بكم في منتديات أل قطليش شارك معنا








منتديات ال قطليش

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات ال قطليش


    فتح مكه

    avatar
    ابراهيم
    عضو جديد
    عضو جديد


    عدد المساهمات : 64
    تاريخ التسجيل : 02/08/2009

    فتح مكه Empty فتح مكه

    مُساهمة من طرف ابراهيم الإثنين سبتمبر 07, 2009 5:50 pm


    فتح مكة ...و سقوط معقل الشرك

    قريش تنقض عهد الموادعة

    لقد التزم النبيّ (ص) والمسلمون بكلّ بنود الاتفاق التي اشتمل عليها كتاب الصلح بينه وبين قريش في الحديبية، ولكن قريشاً قد استخفّت بقوّة المسلمين بعد معركة مؤتة، وجرّها هذا الاستخفاف إلى نقض عهد الموادعة.

    فلمّا كانت معركة مؤتة، تخيّل بنو الديل أو بنو الدؤل من بني بكر بن عبد مناة أحلاف قريش، أنَّ الفرصة سانحة لهم ليقتصُّوا من خزاعة حليفة المسلمين لثاراتهم القديمة، وظنّوا أنَّ المسلمين بعد تلك النكسة التي أصيبوا بها لـم يعد بمستطاعهم أن يناصروا من دخل في عهدهم كخزاعة وغيرها، وحرّضهم على ذلك عكرمة بن أبي جهل وصفوان بن أميّة وحويطب بن عبد العزي وغيرهم من وجوه قريش، ودسّوا إليهم الرجال والسّلاح، وبيتوا خزاعة وهم على ماء لهم يدعى "الوتير"، فقتلوا منهم عشرين رجلاً، وذلك في شعبان من السنة الثامنة للهجرة، فالتجأت خزاعة إلى الحرم، ثُمَّ إلى دار بديل بن ورقاء في مكّة، وشكوا إليه نقض قريش وبني بكر عهد رسول اللّه.


    خزاعة تستنجد بالرسول(ص)

    وفزعت خزاعة لما حلّ بها، فبعثت عمرو بن سالـم الخزاعي إلى رسول اللّه (ص) في المدينة يقصّ عليهم نبأها، ويعرض على الرسول (ص) تفاصيل العدوان، ويستنجده على المعتدين، وأعقبه بديل بن ورقاء في نفرٍ من خزاعة يؤكد ما ذهب إليه عمرو، ولـم تلبث قريش، ولكن بعد فوات الأوان، أن أدركت خطأها، خاصة وأنَّ المعطيات قد تغيّرت وباتت عاجزة عن الوقوف في وجه المسلمين، فرأت أن تبعث بزعيمها أبي سفيان إلى المدينة يصلح ما أفسده قومه، ويحاول أن يعيد للعقد المهدور حرمته.

    التقى أبو سفيان بالرسول (ص)، وكلّمه في الأمر، فلم يردَّ عليه، وذهب إلى صحابة رسول اللّه (ص) يتوسطهم في الأمر، ولكنَّهم رفضوا ذلك، وقد عبّر عن ذلك الإمام عليّ (ع) بقوله: "واللّه يا أبا سفيان، لقد عزم رسول اللّه على أمر ما نستطيع أن نكلّمه فيه"، ثُمَّ نصحه أن يعود من حيث جاء... فقفل أبو سفيان إلى قومه يخبرهم بما لقي من صدود.


    avatar
    ابراهيم
    عضو جديد
    عضو جديد


    عدد المساهمات : 64
    تاريخ التسجيل : 02/08/2009

    فتح مكه Empty رد: فتح مكه

    مُساهمة من طرف ابراهيم الإثنين سبتمبر 07, 2009 5:53 pm

    الوحي يكشف مؤامرة حاطب

    وأمر النبيّ (ص) النّاس أن يتجهَّزوا، ولكنَّه حرص على أن لا تصل الأخبار إلى مكة، ويدّعي المحدّثون أنَّه لـم يكن أحدٌ من النّاس يظنّ أنَّه يريد قريشاً، وكانت تحرّكاته توحي للنّاس أنَّه يريد غيرها من الأعراب الذين لا يزالون على شركهم، كبني سليم وهوازن وثقيف وغيرها، حرصاً منه على أن لا تدخل مكة في حساب أحد، فقد أرسل أبا قتادة في جماعة من أصحابه إلى مكان يدعى "البطن"، ليوهم النّاس أنَّه متجه إلى تلك الجهات.

    ومع هذا التحفظ الشديد وتكتّمه عن سائر النّاس عدا بعض أصحابه، كما يدّعي المؤلفون في السيرة النبويّة، فقد تسرَّب نبأ مسيره إلى حاطب بن أبي بلتعة، وكان من المسلمين، فكتب إلى قريش يخبرهم بالذي عزم عليه رسول اللّه (ص)، وأعطى الكتاب إلى امرأة من مزينة، وأعطاها مبلغاً من المال مقابل إيصال كتابه إلى قريش، وخرجت باتجاه مكّة، فنـزل الوحي على الرسول (ص) يخبره بما صنع حاطب، فأرسل النبيّ (ص) من ساعته عليّاً (ع) والزبير، وأمرهما أن يجدّا السير في طلب المرأة قبل أن تفوتهما، فخرجا مسرعين، فأدركاها في منتصف الطريق وأخذا الكتاب منها، وقفلا عائدين ليسلماه إلى الرسول (ص)، فدعا الرسول (ص) حاطباً وسأله عن سبب فعلته هذه، فأجاب: "أمّا واللّه إنّي لمؤمن باللّه ورسوله ما غيّرت ولا بدَّلت، ولكنّي كنت امرءاً ليس لي في القوم من أهلٍ ولا عشيرة وكان لي بين أظهرهم ولد وأهل فصانعتهم عليه".

    وفي هذه الحادثة نزل قوله تبارك وتعالى: {يا أيُّها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوّي وعدوّكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحقّ يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا باللّه ربّكم إن كنتم خرجتم جهاداً في سبيلي وابتغاء مرضاتي تسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضلّ سواء السبيل} (الممتحنة:1).

    إحكام الخطة وأبو سفيان في الأسر

    انطلق رسول اللّه (ص) في العاشر من شهر رمضان مستخلفاً على المدينة أبا رهم الغفاري، ومستنفراً كلّ قادر على القتال من المسلمين عندما بلغ "مرّ الظهران"، عسكر هناك في عشرة آلاف من المسلمين من بني سليم وبني غفّار وبني مزينة وتميم وقيس وأسد التي دعاها لموافاته في المدينة، ولـم يتخلّف من المهاجرين أو الأنصار أحد.

    لـم تعلم قريش بتحرّكات الرسول (ص) حتّى صادف مرور ثلاثة من كبراء مكّة خرجوا يتعرفون الأخبار، فلمّا اقتربوا من الوادي راعهم ما به، لأنَّهم ما رأوا من قبل نيراناً صادرة عن معسكر بهذا الحجم.

    وكان المسلمون قد رسموا الخطّة بإحكام لكي لا تتسرب الأخبار إلى قريش ليأخذوها على حين غرّة، فبثوا العيون حولهم، فعثرت خيّالتهم على أولئك الرجال من قريش، ومعهم حكيم بن حزام، فأخذتهم وعادت بهم مسرعة إلى الرسول (ص)، ولحق العباس بالأسرى وهو يعلن أنَّهم في جواره، فلمّا دخلوا على النبيّ (ص) حادثهم عامة الليل، فأعلنوا إسلامهم، إلاَّ أبو سفيان، فإنَّه تأخَّر حتّى طلع الصبح.

    وبعد أن أعلنوا إسلامهم سألوه الأمان لقريش، فقال رسول اللّه (ص): "من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن، ومن أغلق باب داره فهو آمن".

    حرب نفسية واستعراض للقوة من جانب المسلمين

    اتخذ الرسول(ص) من احتجاز أبي سفيان وسيلة من وسائل الضغط على المعسكر المعادي لإرغامه على الاستسلام والتزام الهدوء والتعقل، ولكي يثبط من عزيمة أبي سفيان طلب من العباس أن يحجزه عند مدخل المضيق الذي ستساق منه قوات المسلمين في طريقها إلى مكّة، فيراها رأي العين، فيزداد يقيناً بألاّ قدرة للمكيين على المقاومة، ووقف العباس وأبو سفيان حيثما أمره رسول اللّه (ص)، وراحت قبائل المسلمين تمرّ حاملة راياتها الخاصة واحدة تلو الأخرى، وكلّما مرّت قبيلة كبّرت ثلاثاً، يسأل أبو سفيان يا عباس من هذه القبائل، فيقول: سليم فيقول أبو سفيان: ما لي ولسليم، ثُمَّ تمرّ به القبيلة، فيقول يا عباس من هؤلاء؟ فيجيبه العباس: مزينة، فيقول: ما لي ولمزينة، حتّى إذا استعرض القبائل كلّها، مرّ رسول اللّه (ص) في كتيبته الخضراء وفيها المهاجرون والأنصار لا يرى منهم إلاَّ الحدق من الحديد، فسأله عنهم، فقال العباس: هذا رسول اللّه (ص) في المهاجرين والأنصار، وعندها وقف أبو سفيان مندهشاً، وعرف أنَّه لا قبل له ولا طاقة بالمسلمين، حيثُ قال: "ما لأحد بهؤلاء من قبل ولا طاقة، واللّه يا أبا الفضل لقد أصبح ملك ابن أخيك الغداة عظيماً"، ولكنَّ العباس صحح له هذه المقولة، على أنَّ ما يراه اليوم هو من مشاهد "النبوة".

    ودخل أبو سفيان مكّة مبهوراً مذعوراً، وراح يصرخ بأعلى صوته: "يا معشر قريش، هذا محمَّد جاءكم في ما لا قبل لكم به، فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن، فانبرت له امرأته هند بنت عتبة تقبح رأيه، واستنكر ذلك القوم منه، ولكنَّه لـم يكترث لسباب امرأته، فعاود تحذيره لهم: ويلكم لا تغرنكم هذه من أنفسكم، فإنَّه قد جاءكم ما لا قبل لكم به، فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ولكنَّهم ردّوا عليه قبح ما يقول، ورأوا أنَّ داره لا تغني عنهم شيئاً، فالتفت إلى ماكان قد تقدم به الرسول(ص) من قول: "ومن أغلق عليه بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن"، وذلك بهدف استيعاب الوضع القريشي المضطرب، وإشعارهم بالأمن وأنه سوف يطال الجميع دون استثناء.

    وأدركت الغالبية العظمى من المكيين أن لا جدوى من مخالفة زعيمها أبي سفيان وهو يدعوها إلى الأمان قبل أن تكتسحها سيوف المسلمين، فتفرّقت إلى دورها وإلى المسجد الحرام، وأغلقت دونها الأبواب.

    إشعار قريش بالأمن

    وأراد الرسول (ص) في خطوة لافتة منه أن يزيد من مساحة الأمن، فأقصى سعد بن عبادة زعيم الأوس عن موقعه القيادة لأنه توعد قريش بالانتقام منها وهذا ما تجلّى بقوله: "اليوم يوم الملحمة، اليوم تستحلّ الحرمة، اليوم أذلّ اللّه قريشاً".

    وعندما بلغت هذه الكلمة مسامع الرسول (ص)، قال: "بل اليوم يوم تعظّم فيه الكعبة، اليوم يوم أعزّ اللّه فيه قريشاً"، وأرسل عليّاً إلى سعد ليأخذ اللواء منه ويدخل به مكة مخافة أن تكون لسعد صولة في النّاس.

    وسار رسول اللّه (ص)، فدخل مكة من أعلاها، وأمر قادة جيشه ألا يقاتلوا إلاَّ من قاتلهم، فدخلت سائر الفرق في أنحاء مكة.

    وغاظ نفراً من قريش هذا التسليم، فتجمعوا عند الخندمة، وهي أحد المسالك المؤدية إلى مكة، يقودهم عكرمة بن أبي جهل وسهيل بن عمرو وصفوان بن أمية، وكان من بين هؤلاء المتحمسين رجلٌ يُدعى حماس بن خالد من قبيلة بني بكر، الذي كان قد أعدّ سلاحاً لمقاتلة المسلمين، ولكنَّ هؤلاء صدموا عندما اصطدموا بجيش من المسلمين وألحقت بهم الهزيمة.

    ودخل رسول اللّه (ص) مكة بتلك الحشود التي تنساب من خلفه إلى أكبر معقل من معاقل الشرك، ونهض فور دخوله إلى مكة إلى البيت العتيق، فطوّف به وأخذ يكسر الأصنام المصفوفة حوله، وهو يقول: "جاء الحقّ وزهق الباطل إنَّ الباطل كان زهوقاً".

    ولـم يلبث (ص) أن أمر بالكعبة ففتحت، فرأى الصور تملأها، وفيها صورتان لإبراهيم وإسماعيل (ع) يستقسمان بالأزلام، حتّى إذا طهّر المسجد من الأوثان، أقبل على قريش وهم صفوف صفوف يرقبون قضاءه فيهم، فأمسك بعضاً في الباب ـ باب الكعبة ـ وهم تحته، فقال: "لا إله إلاَّ اللّه وحده صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده".

    ثُمَّ قال: "يا معشر قريش، ما ترون أنّي فاعلٌ بكم؟ قالوا: خيراً، أخ كريـم وابن أخ كريـم"، قال: "فإنّي أقول لكم ما قال يوسف لإخوته: لا تثريب عليكم اليوم اذهبوا فأنتم الطلقاء".

    وصعد بلال فوق ظهر الكعبة فأذّن للصلاة، وأنصت أهل مكة للنداء الجديد على آذانهم وكأنَّهم في حلم، وهم أمام دويِّ هذه الكلمات ما عليهم إلاَّ أن يولّوا هاربين، أو يعودوا مؤمنين، ويقتدوا بالنبيّ محمَّد (ص) ويقيموا الصلاة، وإحلال كلّ ذلك محل الشرك والعصبية وممارسة الموبقات.

    معاقبة المبالغين بالإساءة للمسلمين

    ولكن بالرغم من كلّ ما أبداه النبي(ص) من تسامح ورحمة، فإنَّ عشرة أشخاص، ستة من الرجال وأربع من النساء، وقيل أحد عشر رجلاً، رأى الرسول (ص) أن يعاقبهم لأنَّهم كانوا قد أساءوا بدرجة عالية إلى الإسلام، منهم: عبد اللّه بن أبي سرح الذي كان يدّعي بأنَّه يقول كما يقول رسول اللّه ويحرّف القرآن وينكر نبوة محمَّد (ص)، وعبد اللّه بن الأخطل الذي كان قد فتك بمولاه وارتدّ عن الإسلام وجعل يهجو النبيّ بشعره، ومقيس بن صبابة الذي ارتدّ أيضاً، وعكرمة بن أبي جهل الذي فرّ من مكة باتجاه اليمن، ووحشي الذي قتل الحمزة في معركة أحد، وكعب بن زهير الذي كان شاعراً يهجو النبيّ (ص) وخرج من مكة هارباً، وعبد اللّه بن أبي ربيعة والحارث بن هشام من بني مخزوم، وكان قد عفا الرسول (ص) عن هؤلاء، أمّا النساء اللواتي أهدر دمهنّ، فهنّ هند بنت عتبة وسارة مولاة بني هاشم، وكانت مغنية، ولكنَّها وفدت إلى رسول اللّه في المدينة بعد موقعتي بدر وأحد، لأنَّ قريشاً قد أقلعت عن الغناء، فوصلها رسول اللّه (ص) وأكرمها، ولكنَّها عندما رجعت إلى مكة عادت إلى هجائه، وجاريتان لابن خطل تدعيان قريبة وفرتنا كانتا تغنيان بهجاء رسول اللّه، فقتلت قريبة، وهربت فرتنا، ثُمَّ عفا عنها.

    الدخول أفواجاً في دين الله

    ولما استقر الأمر للنبيّ (ص)، شرع يبايع النّاس على الإسلام، فجاءه الكبار والصغار والرجال والنساء، فتمَّت البيعة على السمع والطاعة للّه ولرسوله في ما استطاعوا.

    وفي ذلك قوله تعالى: {إذا جاء نصر اللّه والفتح* ورأيت النّاس يدخلون في دين اللّه أفواجاً * فسبِّح بحمد ربِّك واستغفره إنَّه كان توّاباً} (النصر:1 ـ 3).

    وجاء في طبقات ابن سعد وغيره من المؤلفات في السيرة، أنَّ النبيّ (ص) أقام بمكة خمسة عشر يوماً ينظم خلالها شؤون مكة ويفقِّه أهلها في الدين، واستعمل عليها عتاب بن أسيد، وترك معاذ بن جبل يعلّمهم القرآن ويفقههم في الدين.



      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين نوفمبر 25, 2024 7:42 am