بسم الله الرحمن الرحيم اخواني في الله احييكم تحية الاسلام وهيا السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
اما بعد اتمنى من الله ان كل قارى لهذة الكلمات ان يساعد في نشرها
والثواب عند الله تعالى
][][^][][أضنها اخر صلاتي ][][^][][
كيف يصلي؟
سئل حاتم الأصم عن صلاته ، فقال
إذا حانت الصلاة أسبغت الوضوء وأتيت الموضع الذي أريد الصلاة فيه ، فأقعد حتى تجتمع جوارحي ، ثم أقوم إلى صلاتي وأجعل الكعبة بين حاجبي والصراط تحت قدمي ، والجنة عن يميني ، والنار عن شمالي ، وملك الموت ورائي ، وأظنها آخر صلاتي ، ثم أقوم بين الرجاء والخوف ، وأكبر تكبيرا بتحقيق ، وأقعد وأقرأ قراءة بترتيل ، وأركع ركوعا بتواضع ، وأسجد سجودا بتخشع ، وأتبعها الإخلاص ، ثم لا أدري : أقبلت مني أم لا ؟
============================================
][][^][][ظلام الليل][][^][][
أخي .... أما رايت الصالحين في ظلام الليل ، هذا يعاتب نفسه على التقصير ... وهذا يتفكر في هول المصير ... وهذا يخاف من ناقد بصير ... منازل تعبدهم متناوحة ، وفي كل بيت منهم نائحة... تائبهم أبكى من مُتمم ... ومحبهم أتيم من مرقش ... ومشتاقهم أقلق من قيس ... وكلهم قد بات يقول : أن المقر على نفسي بالخيانة ... أنا الشاهد عليها بالجناية ، والمتعبد يبكي على الفتور بكاء الثكلى على القبور... ويندب زمان الوصال ويتأسف على تغير الحال ، والخائف ينادي : ليت شعري ما الذي أسقطني من عينك؟ اقلت هذا فراق بيني وبينك ؟
===============================================
«°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°»لا تكف دمعك«°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°»
أخي .... لا تكف دمعك حتى ترى في المعاد ربعك ، ولا تكحل عينيك بنوم حتى تعلم حالك بعد اليوم ،ولا .تبت وأنت مسرور حتى تعلم عاقبة الأمور
أخي إن الموتى لم يبكوا من الموت ، ولكنهم يبكون من حسرة الفوت ، فاتتهم والله دار لم يتزودوا منها ، ودخلوا دارا لم يتزودوا لها ، فأي ساعة مرت على من مضى ؟ وأي ساعة بقيت علينا ؟
أخي إن الآمال تطوى ، والأعمار تفنى ، والأبدان تحت التراب تبلى ، وإن الليل والنهار يتراكضان ، تراكض البريد ، ويقربان كل بعيد ، ويبليان كل جديد ، وفي ذلك ما يلهي عن الشهوات ويسلي عن اللذات ، ويُرغب في الباقيات الصالحات
أخي .... اعمل ما وجدت سبيلا للعمل ، وما دمت في فسحة ومهل ، ومهد المضجع ووطئ لذلك المصرع
=====================================
][][^][][الغضب غلبة من الشيطان][][^][][
متى رأيت صاحبك قد غضب ، وأخذ يتكلم بما لا يصح ، فلا ينبغي أن تعقد على ما يقوله خنصرا ، ولا أت تؤاخذه به، فإن حاله حال السكران لا يدري ما يجري. بل اصبر لفورته ، ولا تعول عليها ، فإن الشيطان قد غلبه ، والطبع قد هاج والعقل قد استتر
ومتى أخذت في نفسك عليه ، أو أجبته بمقتضى فعله ، كنت كعاقل واجه مجنونا ، أو كمفيق عاتب معمى عليه ، فالذنب لك. بل انظر بعين الرحمة ، وتلمح تصريف القدر له ، وتفرج في لعب الطبع به ، واعلم أنه إذا انتبه ندم على ما جرى ، وعرف لك فضل الصبر
وأقل القسام أن تسلمه فيما يفعل في غضبه إلى ما يستريح به . وهذه الحالة ينبغي أن يتلمحها الولد عند غضب الوالد ، والزوجة عند غضب الزوج ، فتتركه يشتفي بما يقول ، ولا تعول على ذلك ، فسيعود نادما معتذرا
ومتى قوبل على حالته ومقالته صارت العداوة متمكنة ، وجازى في الإفاقة على ما فعل في حقه وقت السكر
======================================
][][^][][صحبة الأخيار][][^][][
روي عن شقيق البلخي رحمه الله أنه قال لحاتم
قد صحبتني مدة ، فماذا تعلمت ؟
قال : تعلمت منك ثماني مسائل
أما الأولى
فإني نظرت إلى الخلق فإذا كل شخص له محبوب فإذا وصل إلى القبر فارقه محبوبه
فجعلت محبوبي حسناتي لتكون في القبر معي
وأما الثانية
فإني نظرت إلى قول الله تعالى : ( ونهى النفس عن الهوى )ا
فأجهدتها في دفع الهوى حتى استقرت على طاعة الله تعالى
وأما الثالثة
فإني رأيت كل من معه شيء له قيمة عنده يحفظه ،
ثم نظرت في قول الله سبحانه وتعالى : ( ما عندكم ينفذ وما عند الله باق )ا
فكلما وقع معي شيء له قيمة ، وجهته إليه ليبقى لي عنده
وأما الرابعة
فإني رأيت الناس يرجعون إلى المال والحسب والشرف ، وليست بشيء
فنظرت في قول الله تعالى : ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم )ا
، فعملت في التقوى لأكون عنده كريما
وأما الخامسة
فإني رأيت الناس يتحاسدون ،
فنظرت في قوله تعالى : ( نحن قسمنا بينهم معيشتهم ) فتركت الحسد _ لأنه اعتراض على قسمة الله
وأما السادسة
رأيتهم يتعادون ، فنظرت في قول الله تعالى : ( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا )ا
فتركت عداوتهم واتخذت الشيطان وحده عدوا
وأما السابعة
رأيتهم يذلون أنفسهم في طلب الرزق ،
فنظرت في قوله تعالى : ( وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها )ا
فاشتغلت بما له علي ، وتركت مالي عنده _ ثقة بوعده _
وأما الثامنة
رأيتهم متوكلين على تجارتهم وصنائعهم وصحة أبدانهم ،
فتوكلت على الله رب العالمين
====================================
][][^][][إلى كم تغالط؟][][^][][
أخي : يا من شاب إلى كم تغالط؟! ابك ما مضى ويكفي الفارط، ما للعيون قد أخلفت أنواؤها ؟!! وكثر نظرها إلى الحرام فقل بكاؤها ؟! ما للقلوب المريضة قد عز شفاؤها ؟!! سأكتب ضمان الآمال وأين وفاؤها ؟!! آه لأمراض نفوس قد يئس طبيبها ، ولآصوات مواعظ قد خرس مجيبها !! هبت والله دبور الذنوب ، فتركت الأجسام بلا قلوب
أين الفهم والتأمل ؟!! إن لم يكن جميل فليكن تجمل ..... أخي : قد دنا الترحل ، ولا بد وشيكا من التحول ، وربك يا غافل لا يغفل، أتذكر الذنوب بلا تململ. يا من يعد بالتوبة كم تمطل ؟! يا ملازما للهوى كم تعدل ؟! المعاصي سم والقليل منه يقتل
=======================================
][][^][][إلى الأمة الإسلامية][][^][][
لقد كنا نعد البخيل منا ... الذي يقرض أخاه الدرهم .... إذ كنا نعامل بالمشاركة والإيثار... والله لقد كان أحد من رأيت وصحبت يشق إزاره فيؤثر أخاه بنصفه ويبقى له ما بقي ... ولقد كان الرجل منهم يصوم فإذا كان عند فطره مرّ على بعض إخوانه فيقول: إني صمت هذا اليوم لله وأردت إن تقبله الله مني أن يكون لك فيه حظ فهلم شيئا من عشائك.... فيأتيه الآخر ما تيسر من ماء وتمر ... وإنما يفعل هذا يبتغي أن يكسبه أجرا ... وإن كان غنيا عن الذي عنده .... وأدركت أقواما ... وإن كان الرجل منهم ليخلف أخاه في أهله وولده أربعين سنة بعد موته
أما الآن ... فالناس يحاسبون بالدانق ... يقول أحدهم : لي عليك دانق!! يا قوم ... لا تدنقوا فيدنق الله عليكم ... لعن الله الدانق ومن دنق الدانق... يا قوم ما بالنا يلقى أحدنا أخاه فيحفي السؤال عنه ويدعو له ويقول : كيف كالك ؟ كيف الصغار ؟ عساك طيب؟ غفر الله لنا ولك وأدخلنا جنته و ... و ..... و ....و .... فإذا كان الدينار والدرهم .... فهيهات ؟!! ويحكم يا قوم .. ما هكذا كان السلف الصالح... فعلام تركتم الإقتداء وقد أمرتم به؟
يا أمة هربت والخوف يركبها .... من خاف الله تعالى .... أخاف منه كل شيء .... ومن خاف الناس .... أخافه الله من كل شيء
يا قوم ... يجب على المسلم لأهل ملته أربعة اشياء .... معونة محسنهم ، وإجابة داعيهم ، والاستغفار لمذنبهم ، والدعوة إلى الحق لمدبرهم
والله لولا الصالحين لحسفت الأرض ولهلكت الأمة .... ولولا العلماء لكان الناس كالبهائم .... ولولا الريح لأنتن ما بين السماء والأرض
يا قوم إذا أظهر الناس العلم... وضيعوا العمل ... وتحابوا بالألسن.... وتباغضوا بالقلوب ... وتقاطعوا في الأرحام لعنهم الله جل ثناؤه.... فأصمهم وأعمى أبصارهم.... رحم الله أقواما كانت الدنيا عندهم وريعة .... حتى ردوها إلى من ائتمنهم عليها .... ثم راحوا خفافا غير مثقلين
من رسائل الحسن البصري رحمه الله .... نقلت بتصرف
================================================== ====
][][^][][جباه المصلين][][^][][
كلما أوغلت الفهوم في معرفة الخالق فشاهدت عظمته ولطفه ورفعته تاهت في محبته فخرجت عن حد الثبوت. وقد كان خلق من الناس غلبت عليهم محبته ، فلم يقدروا على مخالطة الخلق. ومنهم من لم يقدر على السكوت عن الذكر، وفيهم من لم ينم إلا غلبة ، وفيهم من هام في البراري ، وفيهم من احترق في بدنه. فيا حسن مخمورهم ما ألذ سكره ، ويا عيش قلقهم ما أحسن وجده
وكان أبو عبيد الخواص قد غلبه الوجد فكان يمشي في السوق يقول : واشوقاه إلى من يراني ولا اراه. وكان فتح بن سخرف يقول : التبذل فيه سبحانه أحسن من التجمل في غيره
هل رأيت قط عراة أحسن من المحرومين .....هل رايت للمتزينين برياش الدنيا سمتا كأثواب الصالحين .....هل رأيت خمارا أحسن من نعاس المتهجدين ......هل رأيت سكرا أحسن من صعق الواجدين ......هل شاهدت ماء صافيا أصفى من دموع المتأسفين ......هل رأيت رؤوسا مائلة كرؤوس المنكسرين ......هل لصق بالأرض شيء أحسن من جباه المصلين ... هل حرك نسيم السحار أوراق الأشجار فبلغ مبلغ تحريكه أذيال المتهجدين ..... هل ارتفعت أكف وانبسطت ايد فضاهت أكف الراغبين ...... هل حرك القلوب صوت ترجيع لحن أو رنة وتر كما حرك حنين المشتاقين
===============================================
][][^][][
الزلزلة وأعمال البلاد ][][^][][
قال ابن القيم رحمه الله: وذكر ابن أبي الدنيا حديثا مرسلا : ( إن الأرض تزلزلت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فوضع يده عليها ثم قال : اسكني فإنه لم يأن لك بعد. ثم التفت إلى أصحابه فقال : إن ربكم ليستعتبكم فاعتبوه، ثم تزلزلت بالناس على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال : يا أيها الناس ما كانت هذه الزلزلة إلا عن شيء أحدثتموه- أي معاصي ارتكبتموها - والذي نفسي بيده لئن عادت لا أساكنكم فيها ابدا
وقال كعب : إنما تتزلزل الأرض إذا عمل فيها بالمعاصي ، فترعد فرقا من الرب عز وجل أن يطلع عليها
وكتب عمر بن عبدالعزيز رحمه الله إلى الأمصار : أما بعد فإن هذا الرجف شيء يعاتب الله عز وجل به العباد ، وقد كتبت إلى سائر الأمصار يخرجوا في يوم كذا وكذا في شهر كذا وكذا ، فمن كان عنده شيء فليتصدق به ...... وقولوا كما قال اآدم عليه السلام ( ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين) ، وقولوا كما قال نوح عليه السلام ( وإن لم تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين ) ، وقولوا كما قال يونس عليه السلام ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين )ا
فما بالنا اليوم نرى الزلازل والبراكين والكوارث ونفسرها بأنها ظواهر طبيعية متغافلين
================================================== =
][][^][][هذا هو النعيم ][][^][][
خرج أبو بكر الصديق رضي الله عنه بالهاجرة إلى المسجد ، فسمعه عمر رضي الله عنه فقال : يا أبا بكر ما أخرجك هذه الساعة؟ قال : ما أخرجني إلا ما أجد من حاق الجوع ( أي شدة الجوع ) ، قال عمر : وأنا والله ما أخرجني غيره
فبينما هما كذلك إذ خرج عليهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ما أخرجكما هذه الساعة ؟ قالا : ما أخرجنا إلا ما نجده في بطوننا من حاق الجوع. فقال : وأنا والذي نفسي بيده ما أخرجني غيره فقوما ، فانطلقوا فأتوا باب أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه ، وكان أبو أيوب يدخر لرسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما كان أو لبنا. فأبطأ عليه يومئذ ، فلم يأته فأطعمه أهله ، وانطلق يعمل في نخله، فلما انتهوا إلى الباب خرجت امرأته فقالت : مرحبا بنبي الله ومن معه.فقال لها صلى الله عليه وسلم : أين أبو أيوب؟
فسمعه وهو يعمل في نخله فجاء يشتد فقال: مرحبا بنبي الله ومن معه ، يا نبي الله ليس بالحين الذي كنت تجيء فيه، فقال: صدقت. قال فانطلق فقطع عذقا من النخل ، فيه كل الثمر : من التمر والرطب والبسر. فقال صلى الله عليه وسلم : ما اردنا إلى هذه ، ألا جنيت لنا من ثمره. قال يا رسول الله ، أحببت أن تأكل من ثمره ورطبه وبسره ، ولأذبحن لك مع هذا
قال إن ذبحت فلا تذبح ذات در ( ذات لبن) . فأخذ عناقا أو جدا فذبحه ، وشوى نصفه ، وطبخ الباقي. فلما أردك الطعام ووضع بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه ، أخذ من الجدي فجعله في رغيف وقال : يا أبا أيوب ، أبلغ بهذا فاطمة ، فإنها لم تصب طعاما منذ أيام . فذهب أبو أيوب إلى فاطمة رضي الله عنها. فلما أكلوا قال النبي صلى الله عليه وسلم : خبز ولحم وتمر وبسر ورطب ، ودمعت عيناه ، والذي نفسي بيده ، إن هذا لهو النعيم الذي تسالون عنه يوم القيامة، فكبر ذلك على صاحبيه. فقال : بل إذا أصبتم مثل هذا فقولوا : بسم الله ، فإذا شبعتم فقولوا: الحمدلله الذي اشبعنا ، وأنعم فأفضل فإن هذا كفاء بهذا
=========================================
][][^][][الهمة العالية][][^][][
يقول ابن الجوزي
دعوت يوما فقلت : اللهم بلغني آمالي من العلم والعمل ، وأطل عمري لأبلغ ما أحب من ذلك. فعارضني وسواس من إبليس ، فقال : ثم ماذا ؟ أليس الموت؟ فما الذي ينفع طول الحياة؟
فقلت له : يا أبله ، لو فهمت ما تحت سؤالي أنه ليس بعبث. أليس في كل يوم يزيد علمي ومعرفتي فتكثر ثمار غرسي ، فأشكر يوم حصادي؟ أفيسرني أنني مت منذ عشرين سنة ؟ لا والله ، لأني ما كنت أعرف الله تعالى عُشر معرفتي به اليوم
وكل ذلك ثمرة الحياة التي فيها اجتنيت أدلة الوحدانية ، وارتقيت عن حضيض التقليد إلى يفاع البصيرة ، واطلعت على علوم زاد بها قدري وتجوهرت بها نفسي. ثم زاد غرسي لآخرتي ، وقويت تجارتي في إنقاذ المباضعين من المتعلمين وقد قال الله تعالى لسيد المرسلين( وقل ربي زدني علما) ، وجاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا يزيد المؤمن عمره إلا خيرا
===========================================
][][^][][لا تجزع إذا تأخرت إجابة الدعاء][][^][][
رأيت من البلاء أن المؤمن يدعو فلا يجاب ، فيكرر الدعاء وتطول المدة ولا يرى أثرا للإجابة ، فينبغي له أن يعلم أن هذا من البلاء الذي يحتاج إلى الصبر. وما يعرض للنفس من الوسواس في تأخير الجواب مرض يحتاج إلى طب ولقد عرض لي من هذا الجنس. فإنه نزلت بي نازلة ، فدعوت وبالغت ، فلم أر الإجابة ، فأخذ إبليس يجول في حلبات كيده ، فتارة يقول : الكرم واسع والبخل معدوم ، فما فائدة تأخير الجواب؟
فقلت له : اخسأ يا لعين فما أحتاج إلى تقاضي ، ولا أرضاك وكيلا. ثم عدت إلى نفسي فقلت : إياك ومساكنة وسوسته ، فإنه لو لم يكن في تأخير الإجابة إلا أن يبلوك المقدر في محاربة العدو لكفى في الحكمة
قالت : فسلني عن تأخير الإجابة في مثل هذه النازلة. فقلت: قد ثبت بالبرهان أن الله عز وجل مالك ، وللمالك التصرف بالمنع والعطاء ، فلا وجه للإعتراض عليه
والثاني: أنه قد ثبتت حكمته بالأدلة القاطعة ، فربما رأيت الشيء مصلحة والحكمة لا تقتضيه ، وقدوقد يخفى وجه الحكمة فيما يفعله الطبيب من أشيائ تؤذي في الظاهر يقصد بها المصلحة ، فلعل هذا من ذاك
والثالث: أنه قد يكون التأخير مصلحة والاستعجال مضرة ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : لا يزال العبد في خير مالم يستعجل ، يقول قد دعوت فلم يستجب لي
والرابع: أنه قد يكون امتناع الإجابة لآفة فيك فربما يكون في مأكولك شبهة ، أو قلبك وقت لدعاء في غفلة أو تزاد عقوبتك في منع حاجتك لذنب ما صدقت في التوبة منه
والخامس: أنه ينبغي أن يقع البحث عن مقصودك بهذا المطلوب فربما كان في حصوله زيادة إثم أو تأخير عن مرتبة خير فكان المنع أصلح
والسادس : أنه ربما كان ما فقدته سببا للوقوف على الباب واللجا وحصوله سببا للإشتغال عن المسؤول
وهذا الظاهر بدليل أنه لولا هذه النازلة ما رأيناك على باب اللجأ. فالحق عز وجل علم من الخق اشتغالهم بالبر عنه فلذعهم في خلال النعم بعوارض تدفعهم إلى بابه يستغيثون به ، فهذا من النعم في طي البلاء
==================================================
][][^][][القلب ينشط للقبيح ][][^][][
القلب ينشط للقبيح ***** وكم ينام عن الحسن
يا نفس ويحك ما الذي ***** يرضيك في دنيا العفن
أولى بنا سفح الدموع ***** وأن يجلبنا الحزن
أولى بنا أن نرعوي ***** أولى بنا لبس الكفن
أولى بنا قتل الهوى ***** في الصدر أصبح كالوثن
فأمامنا سفر طويل ***** بعده يأتي السكن
إما إلى نار الجحيم ***** أو الجنان : جنان عدن
أقسمت ما هذي الحياة ***** بها المقام أو الوطن
فلم التلون والخداع؟ ***** لم الدخول على الفتن
يكفي مصانعة الرعاع ***** مع التقلب في المحن
تبا لهم من معشر ***** ألفوا معاقرة النتن
بينا يدبر للأمين ***** أخو الخيانة مؤتمن
تبا لمن يتملقون ***** وينطوون على دخن
تبا لهم فنافقهم ***** قد لطخ الوجه الحسن
تبا لمن باع لجنان ***** لأجل خضراء الدمن
================================================
][][^][][محاسبة النفس][][^][][
إن المؤمن قوام على نفسه .... يحاسب نفسه لله عز وجل ..... وإنما خف الحساب يوم الحساب ... على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا.... وإنما شق الحساب .... على قوم أخذوها من غير محاسبة
يا قوم ... تصبروا وتشددوا ... فإنما هي ليال تعد ... وإنما أنتم ركب وقوف.... يوشك أن يدعى أحدكم فيجيب .... فيذهب به ولا يلتفت.... فانقلبوا بصالح الأعمال
إن هذا الحق أجهد الناس ... وحال بينهم وبين شهواتهم ... وإنما الصبر على الحق ... من عرف فضله .... ورجا عاقبته
أفق يا مغرور من غفلتك وابك على خطيئتك ... إذا خاف الخليل ... وخاف موسى ... كذا خاف المسيح ... وخاف نوح ... وخاف محمد صلى الله عليه وسلم خير البرايا فما لي لا أخاف ولا أنوح... ويحك يا ابن آدم !! هل لك بمحاربة الله طاقة ؟ إنه من عصى ربه فقد حاربه
==================================
][][^][][الأعمال بخواتيمها][][^][][
يقول عبدالله بن عباس رضي الله عنهما
النادم ينتظر الرحمة ، والمعجب ينتظر المقت ، وكل عامل سيقدم على ما أسلف عند موته ، فإن ملاك الأعمال بخواتيمها ، والليل والنهار مطيتان فاركبوهما بلاغا إلى الآخرة ، وإياكم والتسويف بالتوبة والغرة بحلم الله ..... واعلموا أن الجنة والنار أقرب إلى أحدكم من شراك نعله ، فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره
============================================
][][^][][معاتبة النفس][][^][][
يقول عون بن عبدالله عند ذكر ذنبه وبكائه من خطيئته
ويحي !! كيف لا يذهب ذكر خطيئتي كسلي ، ولا يبعثني إلى ما يذهبها عني ، بل ويلي ! إن لم يرحمني ربي.... ويحي ! كيف تنسى فرحتي ما تكسب يدي ، ويح نفسي بل ويلي إن لم يرحمني ربي..... ويحي ! لا تنهاني الأولى من خطيئتي عن الآخرة ، ولا تذكرني الآخرة من خطيئتي بسوء ما ارتكبت من الأولى ، فويلي ثم ويلي إن لم يتم عفو ربي
اما بعد اتمنى من الله ان كل قارى لهذة الكلمات ان يساعد في نشرها
والثواب عند الله تعالى
][][^][][أضنها اخر صلاتي ][][^][][
كيف يصلي؟
سئل حاتم الأصم عن صلاته ، فقال
إذا حانت الصلاة أسبغت الوضوء وأتيت الموضع الذي أريد الصلاة فيه ، فأقعد حتى تجتمع جوارحي ، ثم أقوم إلى صلاتي وأجعل الكعبة بين حاجبي والصراط تحت قدمي ، والجنة عن يميني ، والنار عن شمالي ، وملك الموت ورائي ، وأظنها آخر صلاتي ، ثم أقوم بين الرجاء والخوف ، وأكبر تكبيرا بتحقيق ، وأقعد وأقرأ قراءة بترتيل ، وأركع ركوعا بتواضع ، وأسجد سجودا بتخشع ، وأتبعها الإخلاص ، ثم لا أدري : أقبلت مني أم لا ؟
============================================
][][^][][ظلام الليل][][^][][
أخي .... أما رايت الصالحين في ظلام الليل ، هذا يعاتب نفسه على التقصير ... وهذا يتفكر في هول المصير ... وهذا يخاف من ناقد بصير ... منازل تعبدهم متناوحة ، وفي كل بيت منهم نائحة... تائبهم أبكى من مُتمم ... ومحبهم أتيم من مرقش ... ومشتاقهم أقلق من قيس ... وكلهم قد بات يقول : أن المقر على نفسي بالخيانة ... أنا الشاهد عليها بالجناية ، والمتعبد يبكي على الفتور بكاء الثكلى على القبور... ويندب زمان الوصال ويتأسف على تغير الحال ، والخائف ينادي : ليت شعري ما الذي أسقطني من عينك؟ اقلت هذا فراق بيني وبينك ؟
===============================================
«°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°»لا تكف دمعك«°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°»
أخي .... لا تكف دمعك حتى ترى في المعاد ربعك ، ولا تكحل عينيك بنوم حتى تعلم حالك بعد اليوم ،ولا .تبت وأنت مسرور حتى تعلم عاقبة الأمور
أخي إن الموتى لم يبكوا من الموت ، ولكنهم يبكون من حسرة الفوت ، فاتتهم والله دار لم يتزودوا منها ، ودخلوا دارا لم يتزودوا لها ، فأي ساعة مرت على من مضى ؟ وأي ساعة بقيت علينا ؟
أخي إن الآمال تطوى ، والأعمار تفنى ، والأبدان تحت التراب تبلى ، وإن الليل والنهار يتراكضان ، تراكض البريد ، ويقربان كل بعيد ، ويبليان كل جديد ، وفي ذلك ما يلهي عن الشهوات ويسلي عن اللذات ، ويُرغب في الباقيات الصالحات
أخي .... اعمل ما وجدت سبيلا للعمل ، وما دمت في فسحة ومهل ، ومهد المضجع ووطئ لذلك المصرع
=====================================
][][^][][الغضب غلبة من الشيطان][][^][][
متى رأيت صاحبك قد غضب ، وأخذ يتكلم بما لا يصح ، فلا ينبغي أن تعقد على ما يقوله خنصرا ، ولا أت تؤاخذه به، فإن حاله حال السكران لا يدري ما يجري. بل اصبر لفورته ، ولا تعول عليها ، فإن الشيطان قد غلبه ، والطبع قد هاج والعقل قد استتر
ومتى أخذت في نفسك عليه ، أو أجبته بمقتضى فعله ، كنت كعاقل واجه مجنونا ، أو كمفيق عاتب معمى عليه ، فالذنب لك. بل انظر بعين الرحمة ، وتلمح تصريف القدر له ، وتفرج في لعب الطبع به ، واعلم أنه إذا انتبه ندم على ما جرى ، وعرف لك فضل الصبر
وأقل القسام أن تسلمه فيما يفعل في غضبه إلى ما يستريح به . وهذه الحالة ينبغي أن يتلمحها الولد عند غضب الوالد ، والزوجة عند غضب الزوج ، فتتركه يشتفي بما يقول ، ولا تعول على ذلك ، فسيعود نادما معتذرا
ومتى قوبل على حالته ومقالته صارت العداوة متمكنة ، وجازى في الإفاقة على ما فعل في حقه وقت السكر
======================================
][][^][][صحبة الأخيار][][^][][
روي عن شقيق البلخي رحمه الله أنه قال لحاتم
قد صحبتني مدة ، فماذا تعلمت ؟
قال : تعلمت منك ثماني مسائل
أما الأولى
فإني نظرت إلى الخلق فإذا كل شخص له محبوب فإذا وصل إلى القبر فارقه محبوبه
فجعلت محبوبي حسناتي لتكون في القبر معي
وأما الثانية
فإني نظرت إلى قول الله تعالى : ( ونهى النفس عن الهوى )ا
فأجهدتها في دفع الهوى حتى استقرت على طاعة الله تعالى
وأما الثالثة
فإني رأيت كل من معه شيء له قيمة عنده يحفظه ،
ثم نظرت في قول الله سبحانه وتعالى : ( ما عندكم ينفذ وما عند الله باق )ا
فكلما وقع معي شيء له قيمة ، وجهته إليه ليبقى لي عنده
وأما الرابعة
فإني رأيت الناس يرجعون إلى المال والحسب والشرف ، وليست بشيء
فنظرت في قول الله تعالى : ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم )ا
، فعملت في التقوى لأكون عنده كريما
وأما الخامسة
فإني رأيت الناس يتحاسدون ،
فنظرت في قوله تعالى : ( نحن قسمنا بينهم معيشتهم ) فتركت الحسد _ لأنه اعتراض على قسمة الله
وأما السادسة
رأيتهم يتعادون ، فنظرت في قول الله تعالى : ( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا )ا
فتركت عداوتهم واتخذت الشيطان وحده عدوا
وأما السابعة
رأيتهم يذلون أنفسهم في طلب الرزق ،
فنظرت في قوله تعالى : ( وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها )ا
فاشتغلت بما له علي ، وتركت مالي عنده _ ثقة بوعده _
وأما الثامنة
رأيتهم متوكلين على تجارتهم وصنائعهم وصحة أبدانهم ،
فتوكلت على الله رب العالمين
====================================
][][^][][إلى كم تغالط؟][][^][][
أخي : يا من شاب إلى كم تغالط؟! ابك ما مضى ويكفي الفارط، ما للعيون قد أخلفت أنواؤها ؟!! وكثر نظرها إلى الحرام فقل بكاؤها ؟! ما للقلوب المريضة قد عز شفاؤها ؟!! سأكتب ضمان الآمال وأين وفاؤها ؟!! آه لأمراض نفوس قد يئس طبيبها ، ولآصوات مواعظ قد خرس مجيبها !! هبت والله دبور الذنوب ، فتركت الأجسام بلا قلوب
أين الفهم والتأمل ؟!! إن لم يكن جميل فليكن تجمل ..... أخي : قد دنا الترحل ، ولا بد وشيكا من التحول ، وربك يا غافل لا يغفل، أتذكر الذنوب بلا تململ. يا من يعد بالتوبة كم تمطل ؟! يا ملازما للهوى كم تعدل ؟! المعاصي سم والقليل منه يقتل
=======================================
][][^][][إلى الأمة الإسلامية][][^][][
لقد كنا نعد البخيل منا ... الذي يقرض أخاه الدرهم .... إذ كنا نعامل بالمشاركة والإيثار... والله لقد كان أحد من رأيت وصحبت يشق إزاره فيؤثر أخاه بنصفه ويبقى له ما بقي ... ولقد كان الرجل منهم يصوم فإذا كان عند فطره مرّ على بعض إخوانه فيقول: إني صمت هذا اليوم لله وأردت إن تقبله الله مني أن يكون لك فيه حظ فهلم شيئا من عشائك.... فيأتيه الآخر ما تيسر من ماء وتمر ... وإنما يفعل هذا يبتغي أن يكسبه أجرا ... وإن كان غنيا عن الذي عنده .... وأدركت أقواما ... وإن كان الرجل منهم ليخلف أخاه في أهله وولده أربعين سنة بعد موته
أما الآن ... فالناس يحاسبون بالدانق ... يقول أحدهم : لي عليك دانق!! يا قوم ... لا تدنقوا فيدنق الله عليكم ... لعن الله الدانق ومن دنق الدانق... يا قوم ما بالنا يلقى أحدنا أخاه فيحفي السؤال عنه ويدعو له ويقول : كيف كالك ؟ كيف الصغار ؟ عساك طيب؟ غفر الله لنا ولك وأدخلنا جنته و ... و ..... و ....و .... فإذا كان الدينار والدرهم .... فهيهات ؟!! ويحكم يا قوم .. ما هكذا كان السلف الصالح... فعلام تركتم الإقتداء وقد أمرتم به؟
يا أمة هربت والخوف يركبها .... من خاف الله تعالى .... أخاف منه كل شيء .... ومن خاف الناس .... أخافه الله من كل شيء
يا قوم ... يجب على المسلم لأهل ملته أربعة اشياء .... معونة محسنهم ، وإجابة داعيهم ، والاستغفار لمذنبهم ، والدعوة إلى الحق لمدبرهم
والله لولا الصالحين لحسفت الأرض ولهلكت الأمة .... ولولا العلماء لكان الناس كالبهائم .... ولولا الريح لأنتن ما بين السماء والأرض
يا قوم إذا أظهر الناس العلم... وضيعوا العمل ... وتحابوا بالألسن.... وتباغضوا بالقلوب ... وتقاطعوا في الأرحام لعنهم الله جل ثناؤه.... فأصمهم وأعمى أبصارهم.... رحم الله أقواما كانت الدنيا عندهم وريعة .... حتى ردوها إلى من ائتمنهم عليها .... ثم راحوا خفافا غير مثقلين
من رسائل الحسن البصري رحمه الله .... نقلت بتصرف
================================================== ====
][][^][][جباه المصلين][][^][][
كلما أوغلت الفهوم في معرفة الخالق فشاهدت عظمته ولطفه ورفعته تاهت في محبته فخرجت عن حد الثبوت. وقد كان خلق من الناس غلبت عليهم محبته ، فلم يقدروا على مخالطة الخلق. ومنهم من لم يقدر على السكوت عن الذكر، وفيهم من لم ينم إلا غلبة ، وفيهم من هام في البراري ، وفيهم من احترق في بدنه. فيا حسن مخمورهم ما ألذ سكره ، ويا عيش قلقهم ما أحسن وجده
وكان أبو عبيد الخواص قد غلبه الوجد فكان يمشي في السوق يقول : واشوقاه إلى من يراني ولا اراه. وكان فتح بن سخرف يقول : التبذل فيه سبحانه أحسن من التجمل في غيره
هل رأيت قط عراة أحسن من المحرومين .....هل رايت للمتزينين برياش الدنيا سمتا كأثواب الصالحين .....هل رأيت خمارا أحسن من نعاس المتهجدين ......هل رأيت سكرا أحسن من صعق الواجدين ......هل شاهدت ماء صافيا أصفى من دموع المتأسفين ......هل رأيت رؤوسا مائلة كرؤوس المنكسرين ......هل لصق بالأرض شيء أحسن من جباه المصلين ... هل حرك نسيم السحار أوراق الأشجار فبلغ مبلغ تحريكه أذيال المتهجدين ..... هل ارتفعت أكف وانبسطت ايد فضاهت أكف الراغبين ...... هل حرك القلوب صوت ترجيع لحن أو رنة وتر كما حرك حنين المشتاقين
===============================================
][][^][][
الزلزلة وأعمال البلاد ][][^][][
قال ابن القيم رحمه الله: وذكر ابن أبي الدنيا حديثا مرسلا : ( إن الأرض تزلزلت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فوضع يده عليها ثم قال : اسكني فإنه لم يأن لك بعد. ثم التفت إلى أصحابه فقال : إن ربكم ليستعتبكم فاعتبوه، ثم تزلزلت بالناس على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال : يا أيها الناس ما كانت هذه الزلزلة إلا عن شيء أحدثتموه- أي معاصي ارتكبتموها - والذي نفسي بيده لئن عادت لا أساكنكم فيها ابدا
وقال كعب : إنما تتزلزل الأرض إذا عمل فيها بالمعاصي ، فترعد فرقا من الرب عز وجل أن يطلع عليها
وكتب عمر بن عبدالعزيز رحمه الله إلى الأمصار : أما بعد فإن هذا الرجف شيء يعاتب الله عز وجل به العباد ، وقد كتبت إلى سائر الأمصار يخرجوا في يوم كذا وكذا في شهر كذا وكذا ، فمن كان عنده شيء فليتصدق به ...... وقولوا كما قال اآدم عليه السلام ( ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين) ، وقولوا كما قال نوح عليه السلام ( وإن لم تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين ) ، وقولوا كما قال يونس عليه السلام ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين )ا
فما بالنا اليوم نرى الزلازل والبراكين والكوارث ونفسرها بأنها ظواهر طبيعية متغافلين
================================================== =
][][^][][هذا هو النعيم ][][^][][
خرج أبو بكر الصديق رضي الله عنه بالهاجرة إلى المسجد ، فسمعه عمر رضي الله عنه فقال : يا أبا بكر ما أخرجك هذه الساعة؟ قال : ما أخرجني إلا ما أجد من حاق الجوع ( أي شدة الجوع ) ، قال عمر : وأنا والله ما أخرجني غيره
فبينما هما كذلك إذ خرج عليهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ما أخرجكما هذه الساعة ؟ قالا : ما أخرجنا إلا ما نجده في بطوننا من حاق الجوع. فقال : وأنا والذي نفسي بيده ما أخرجني غيره فقوما ، فانطلقوا فأتوا باب أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه ، وكان أبو أيوب يدخر لرسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما كان أو لبنا. فأبطأ عليه يومئذ ، فلم يأته فأطعمه أهله ، وانطلق يعمل في نخله، فلما انتهوا إلى الباب خرجت امرأته فقالت : مرحبا بنبي الله ومن معه.فقال لها صلى الله عليه وسلم : أين أبو أيوب؟
فسمعه وهو يعمل في نخله فجاء يشتد فقال: مرحبا بنبي الله ومن معه ، يا نبي الله ليس بالحين الذي كنت تجيء فيه، فقال: صدقت. قال فانطلق فقطع عذقا من النخل ، فيه كل الثمر : من التمر والرطب والبسر. فقال صلى الله عليه وسلم : ما اردنا إلى هذه ، ألا جنيت لنا من ثمره. قال يا رسول الله ، أحببت أن تأكل من ثمره ورطبه وبسره ، ولأذبحن لك مع هذا
قال إن ذبحت فلا تذبح ذات در ( ذات لبن) . فأخذ عناقا أو جدا فذبحه ، وشوى نصفه ، وطبخ الباقي. فلما أردك الطعام ووضع بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه ، أخذ من الجدي فجعله في رغيف وقال : يا أبا أيوب ، أبلغ بهذا فاطمة ، فإنها لم تصب طعاما منذ أيام . فذهب أبو أيوب إلى فاطمة رضي الله عنها. فلما أكلوا قال النبي صلى الله عليه وسلم : خبز ولحم وتمر وبسر ورطب ، ودمعت عيناه ، والذي نفسي بيده ، إن هذا لهو النعيم الذي تسالون عنه يوم القيامة، فكبر ذلك على صاحبيه. فقال : بل إذا أصبتم مثل هذا فقولوا : بسم الله ، فإذا شبعتم فقولوا: الحمدلله الذي اشبعنا ، وأنعم فأفضل فإن هذا كفاء بهذا
=========================================
][][^][][الهمة العالية][][^][][
يقول ابن الجوزي
دعوت يوما فقلت : اللهم بلغني آمالي من العلم والعمل ، وأطل عمري لأبلغ ما أحب من ذلك. فعارضني وسواس من إبليس ، فقال : ثم ماذا ؟ أليس الموت؟ فما الذي ينفع طول الحياة؟
فقلت له : يا أبله ، لو فهمت ما تحت سؤالي أنه ليس بعبث. أليس في كل يوم يزيد علمي ومعرفتي فتكثر ثمار غرسي ، فأشكر يوم حصادي؟ أفيسرني أنني مت منذ عشرين سنة ؟ لا والله ، لأني ما كنت أعرف الله تعالى عُشر معرفتي به اليوم
وكل ذلك ثمرة الحياة التي فيها اجتنيت أدلة الوحدانية ، وارتقيت عن حضيض التقليد إلى يفاع البصيرة ، واطلعت على علوم زاد بها قدري وتجوهرت بها نفسي. ثم زاد غرسي لآخرتي ، وقويت تجارتي في إنقاذ المباضعين من المتعلمين وقد قال الله تعالى لسيد المرسلين( وقل ربي زدني علما) ، وجاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا يزيد المؤمن عمره إلا خيرا
===========================================
][][^][][لا تجزع إذا تأخرت إجابة الدعاء][][^][][
رأيت من البلاء أن المؤمن يدعو فلا يجاب ، فيكرر الدعاء وتطول المدة ولا يرى أثرا للإجابة ، فينبغي له أن يعلم أن هذا من البلاء الذي يحتاج إلى الصبر. وما يعرض للنفس من الوسواس في تأخير الجواب مرض يحتاج إلى طب ولقد عرض لي من هذا الجنس. فإنه نزلت بي نازلة ، فدعوت وبالغت ، فلم أر الإجابة ، فأخذ إبليس يجول في حلبات كيده ، فتارة يقول : الكرم واسع والبخل معدوم ، فما فائدة تأخير الجواب؟
فقلت له : اخسأ يا لعين فما أحتاج إلى تقاضي ، ولا أرضاك وكيلا. ثم عدت إلى نفسي فقلت : إياك ومساكنة وسوسته ، فإنه لو لم يكن في تأخير الإجابة إلا أن يبلوك المقدر في محاربة العدو لكفى في الحكمة
قالت : فسلني عن تأخير الإجابة في مثل هذه النازلة. فقلت: قد ثبت بالبرهان أن الله عز وجل مالك ، وللمالك التصرف بالمنع والعطاء ، فلا وجه للإعتراض عليه
والثاني: أنه قد ثبتت حكمته بالأدلة القاطعة ، فربما رأيت الشيء مصلحة والحكمة لا تقتضيه ، وقدوقد يخفى وجه الحكمة فيما يفعله الطبيب من أشيائ تؤذي في الظاهر يقصد بها المصلحة ، فلعل هذا من ذاك
والثالث: أنه قد يكون التأخير مصلحة والاستعجال مضرة ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : لا يزال العبد في خير مالم يستعجل ، يقول قد دعوت فلم يستجب لي
والرابع: أنه قد يكون امتناع الإجابة لآفة فيك فربما يكون في مأكولك شبهة ، أو قلبك وقت لدعاء في غفلة أو تزاد عقوبتك في منع حاجتك لذنب ما صدقت في التوبة منه
والخامس: أنه ينبغي أن يقع البحث عن مقصودك بهذا المطلوب فربما كان في حصوله زيادة إثم أو تأخير عن مرتبة خير فكان المنع أصلح
والسادس : أنه ربما كان ما فقدته سببا للوقوف على الباب واللجا وحصوله سببا للإشتغال عن المسؤول
وهذا الظاهر بدليل أنه لولا هذه النازلة ما رأيناك على باب اللجأ. فالحق عز وجل علم من الخق اشتغالهم بالبر عنه فلذعهم في خلال النعم بعوارض تدفعهم إلى بابه يستغيثون به ، فهذا من النعم في طي البلاء
==================================================
][][^][][القلب ينشط للقبيح ][][^][][
القلب ينشط للقبيح ***** وكم ينام عن الحسن
يا نفس ويحك ما الذي ***** يرضيك في دنيا العفن
أولى بنا سفح الدموع ***** وأن يجلبنا الحزن
أولى بنا أن نرعوي ***** أولى بنا لبس الكفن
أولى بنا قتل الهوى ***** في الصدر أصبح كالوثن
فأمامنا سفر طويل ***** بعده يأتي السكن
إما إلى نار الجحيم ***** أو الجنان : جنان عدن
أقسمت ما هذي الحياة ***** بها المقام أو الوطن
فلم التلون والخداع؟ ***** لم الدخول على الفتن
يكفي مصانعة الرعاع ***** مع التقلب في المحن
تبا لهم من معشر ***** ألفوا معاقرة النتن
بينا يدبر للأمين ***** أخو الخيانة مؤتمن
تبا لمن يتملقون ***** وينطوون على دخن
تبا لهم فنافقهم ***** قد لطخ الوجه الحسن
تبا لمن باع لجنان ***** لأجل خضراء الدمن
================================================
][][^][][محاسبة النفس][][^][][
إن المؤمن قوام على نفسه .... يحاسب نفسه لله عز وجل ..... وإنما خف الحساب يوم الحساب ... على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا.... وإنما شق الحساب .... على قوم أخذوها من غير محاسبة
يا قوم ... تصبروا وتشددوا ... فإنما هي ليال تعد ... وإنما أنتم ركب وقوف.... يوشك أن يدعى أحدكم فيجيب .... فيذهب به ولا يلتفت.... فانقلبوا بصالح الأعمال
إن هذا الحق أجهد الناس ... وحال بينهم وبين شهواتهم ... وإنما الصبر على الحق ... من عرف فضله .... ورجا عاقبته
أفق يا مغرور من غفلتك وابك على خطيئتك ... إذا خاف الخليل ... وخاف موسى ... كذا خاف المسيح ... وخاف نوح ... وخاف محمد صلى الله عليه وسلم خير البرايا فما لي لا أخاف ولا أنوح... ويحك يا ابن آدم !! هل لك بمحاربة الله طاقة ؟ إنه من عصى ربه فقد حاربه
==================================
][][^][][الأعمال بخواتيمها][][^][][
يقول عبدالله بن عباس رضي الله عنهما
النادم ينتظر الرحمة ، والمعجب ينتظر المقت ، وكل عامل سيقدم على ما أسلف عند موته ، فإن ملاك الأعمال بخواتيمها ، والليل والنهار مطيتان فاركبوهما بلاغا إلى الآخرة ، وإياكم والتسويف بالتوبة والغرة بحلم الله ..... واعلموا أن الجنة والنار أقرب إلى أحدكم من شراك نعله ، فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره
============================================
][][^][][معاتبة النفس][][^][][
يقول عون بن عبدالله عند ذكر ذنبه وبكائه من خطيئته
ويحي !! كيف لا يذهب ذكر خطيئتي كسلي ، ولا يبعثني إلى ما يذهبها عني ، بل ويلي ! إن لم يرحمني ربي.... ويحي ! كيف تنسى فرحتي ما تكسب يدي ، ويح نفسي بل ويلي إن لم يرحمني ربي..... ويحي ! لا تنهاني الأولى من خطيئتي عن الآخرة ، ولا تذكرني الآخرة من خطيئتي بسوء ما ارتكبت من الأولى ، فويلي ثم ويلي إن لم يتم عفو ربي