السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قال الله تعالى : ( وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) [ الإسراء :36 ] . قال الامام القرطبي : ولا تقف أي لا تتبع ما لا تعلم ولا يعنيك . قال قتادة : لا تقل رأيت وأنت لم تر ، وسمعت وأنت لم تسمع ، وعلمت وأنت لم تعلم ، وقاله ابن عباس رضي الله عنهما . قال مجاهد : لا تذم احدا بما ليس لك به علم ، وقاله ابن عباس رضي الله عنهما أيضا . وقال محمد بن الحنفية : هي شهادة الزور . وقال القتبي : المعنى لا تتبع الحدس والظنون ، وكلها متقاربة . وقوله تعالى : ( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا): أي يسأل كل واحد منهم عما اكتسب ، فالفؤاد يسأل عما افتكر فيه واعتقده ، والسمع والبصر عما رأى من ذلك وسمع . وقيل المعنى أن الله سبحانه وتعالى يسأل الإنسان عما حواه . سمعه وبصره وفؤاده ونظيره قال ابن عمر عنه صلى الله عليه وسلم : ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، فالإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع في أهل بيته ومسئول عن رعتيه، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته، وكلكم راع ومسئول عن رعيته ) البخاري فالإنسان راع على جوارحه ، فكأنه قال كل هذا كان الإنسان عنه مسؤولا . و قال الحافظ ابن كثير : قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس يقول : لا تقل . وقال العوفي : لا ترم أحداً بما ليس لك به علم . وقال محمد بن الحنفية : يعني شهادة الزور . وقال قتادة : لا تقل رأيت ولم تر , وسمعت ولم تسمع , وعلمت ولم تعلم , فإن الله تعالى سائلك عن ذلك كله , ومضمون ما ذكروه أن الله تعالى نهى عن القول بلا علم بل بالظن الذي هو التوهم والخيال , كما قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رحيم " وفي الحديث: "إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث". وفي سنن أبي داود "بئس مطية الرجل زعموا" وفي الحديث الاخر "إن أفرى الفرى أن يري الرجل عينيه ما لم تريا". وفي الصحيح "من تحلم حلماً كلف يوم القيامة أن يعقد بين شعيرتين وليس بفاعل". وقوله : "كل أولئك" أي هذه الصفات من السمع والبصر والفؤاد " كان عنه مسؤولا " أي سيسأل العبد عنها يوم القيامة , وتسأل عنه عما عمل فيها . | ||
2 مشترك
ولا تقف ماليس لك به علم
يارا- عضو جديد
- عدد المساهمات : 16
تاريخ التسجيل : 04/09/2009
- مساهمة رقم 1