الحمد لله رب العالمين،وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أمّا بعد:
الحياء من الله تعالى :هو عنوان الحديث الثالث، من جوامع كلِم المصطفى
صلّى الله عليه وآله وسلم. فنذكره ونعلّق عليه تعليقاً مختصراً وبالله
التوفيق:
روى أحمد في مسنده عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى عليه وآله وسلم:
((استحيوا من الله حقّ الحياء) قالوا: يا رسول الله إنا نستحيي من الله، والحمد لله.
قالليس ذلك ولكن منِِ استحيا منَ اللهِ حقّ الحياء فْليحفظ الرأس وما وعى، ولْيحفظ
البطن وما حوى ، ولْيذكر الموت والبلى ، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا
من الله حق الحياء)).
- الحياء:خـُلُق يبعث على فعل كل مليح ، وترك كل قبيح.
فقد بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم الحياء المطلوب فقال
(فليحفظ الرأس وما وعى )) . - في الرأس العقل والسمع والبصر واللسان:
أما العقل: فقد أمرنا الله تعالى بالتدبر والتفكر، لذلك قال بعضهم:العقل كالشمعة
فمن أضاءها أضاء ما حوله ومن أطفأها بقي في الظلمة.
أما السمع: فلا يسمع المنكرات ولا يتجسس على الناس فقد ورد في الحديث
من جلس يستمع إلى قوم وهم له كارهون صُـبّ في أذنيه الآنُـك -الرصاص المذاب-)
أما البصر: فيحفظ بصره عمّا حرّم الله تعالى..
أما اللسان: فلا يتكلم إلا خيراً وقد جاء في الحديث
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت)
وقوله(وليحفظ البطن وما حوى)). الذي يتعلق بالبطن شيئان: الجوف، والفرج.
أما الأوّل: فلا يُدخل إلى جوفه الحرام وقد ورد الكلام عليه في حديث (وعفة في طعمة)
أما الفرج: فقد وردمن ضمِن لي ما بين فكّيه وما بين فخذيه أضمن له الجنة).
وقوله(ولْيذكر الموت والبلى)) فقد جاء في الحديثأكثروا من ذكر هاذم اللذات:الموت،
فإنه ما ذُكر في قليل إلا كثّره، وما ذُكر في كثير إلا قلّله).
وقوله( ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا)) لكن هذا لا يعني أن يترك ما يهمّه فيها
قال تعالىولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك)
فمن فعل هذه الصفات ((فقد استحيا من الله حقّ الحياء))
- نسأل الله أن يهدينا وأن يفتح علينا من خزائن رحمته ..
- وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم والحمد لله رب العالمين.